مرحلة التّكديس (التجميع) تمثل دخول المستثمرين الأذكياء إلى السّوق كونهم يملكون معلومات مهمة ليست بحوزة الآخرين، فإذا كانت الموجة الرّئيسيّة السّابقة في الاتجاه التّنازليّ عندها يعترف المستثمرون الأذكياء بأن السوق قد استوعب جميع الأخبار السيئة Bad News، في هذه المرحلة بشكل خاص يبدأون بشراء الأسهم الّتي لا يريد أحد من الجمهور شراؤها.
مرحلة المشاركة العامة تحدث عندما تبدأ الأسعار في التّزايد السّريع والأخبار الاقتصادية تبدأ في التّحسن، عندها يبدأ أغلب أتباع الموجة الرّئيسية من المضاربين الفّنيّين – Technical trend followers بالمشاركة في السّوق.
مرحلة التّوزيع تأخذ موقعها عندما تبدأ الصحف بنشر مواضيع وأخبار اقتصاديّة إيجابيّة جدًا عن أداء السّوق، حيث تكون هذه الأخبار أفضل من أي وقت مضى، فيزداد حجم التداول بالتزامن مع ازدياد المشاركة العامة. ما يميّز هذه المرحلة أن مجموعة المستثمرين الأذكياء – اولئك الذين دخلوا السّوق في مرحلة التجميع – يقومون بتصريف وبيّع كل ما في حوزتهم قبل أن يسبقهم أحد في ذلك.
4. المؤشرات يجب أن تثبّت إحداهما الأخرى.
يقصد داو من خلال هذه العقيدة أنّ أداء التّحرك السّعريّ لمؤشر القطاع الصناعي يجب أن يكون مشابهًا لأداء نظيره في قطاع النّقل، هذا يعني أنه إذا كان الاتجاه السّعريّ لأحد المؤشرات تصاعديًّا فيجب أن نرى تصرف مماثل للتحرك السّعريّ للمؤشر الآخر وبهذا نستنتج أنّ الاتجاه العام للسّوق موجود في حالة جيّدة.
أمّا إذا انحرف إتجاه أحد المؤشرات عن إتجاه الآخر عندها ندرك أنّه لا يمكن الاعتماد على استمرار تحرّك السّوق بالاتجاه العام.
5. حجم التداول يجب أن يثبّت الاتجاه.
6. من المفترض أن يستمر السّوق في اتجاهه حتى أن يعطي إشارات مؤكّدة للانعكاس.
هذه العقيدة تشكّل حجر الأساس لطرق أتباع اتجاه الموجة – Trend Following Approaches، فهي تربط حركة السّوق بقانون الطبيعة – Physical Law الذي ينّص على أن الجسم المتحرك (تحرك السّوق) يستمر في الحركة حتى أن يصطدم بقوة خارجية تؤدي إلى تغيير الاتجاه. يوجد عدة أدوات فنية متاحة تساعد المتداولين في التعرف على مستويات الانعكاس، ومن ضمنها دراسة مستويات الدعم والمقاومة – Support & Resistance، النّماذج السّعريّة – Price Patterns، خطوط الاتجاه – Trend lines، والمعدّلات المتحركة – Moving Averages.
من أصعب المهام لمتّبعي نظرية داو (أو حتى متّبعي الاتجاهات – Trend Followers) هي القدرة على التّمييز بين تصحيح ثانوي طبيعيّ – Normal Secondary Correction للموجة القائمة في اتجاه معين، وبين أول خطوة لبداية موجة جديدة في الاتجاه المعاكس.
يختلف متّبعو نظرية داو في تحديد إشارة انعكاس اتجاه السّوق، فمنهم من يعتقد بأن فشل السعر في تشكيل قمة أعلى من القمة السابقة، يليه هبوطًا يتجاوز القاع الحالي يدل على إشارة لانعكاس الاتجاه، وهناك من يعتقد بأنه عندما يقوم السعر بتشكيل قمة جديدة يليها هبوطًا يتجاوز قمتين سابقتين فإنه يدل على إشارة لانعكاس الاتجاه، وفئة أخيرة تعتقد بأنّ السّوق يجب أن يهبط قمتين وقاعين سابقين كي يؤمنوا بأن اتجاه السّوق قد انعكس.
قدّمت نظرية داو خلال السنوات الماضية أداءًا جيدًا بتمييز اتجاهات كلتا موجتيّ السوق الرّئيسية الثورانيّة – Bullish والدّبية – Bearish ، ولكنها لم تسلم من الانتقادات، فبالمعدّل تفقد نظرية داو نسبه تتراوح بين 20% - 25% من حركة اداء السّوق قبل أن تعطي أي إشارة للدّخول، حيت يعتبر الكثير من المتداولين أن الدّخول في هذه المرحلة بات متأخرا جدًًّا. فعادةً إشارة الشراء المعتمدة على نظرية داو تحدث في المرحلة الثانية للاتجاه عندما يخترق السعر قمة متوسطة سابقة. وهذا أيضا يعتبر الوقت الذي تتماشى معه أغلب الأنظمة الفنية لمتتبعي الاتجاه وبداية تعرفهم على الاتجاه الحالي.
وكرد على هذا الانتقاد، يجب على المتداولين تذكر أن داو لم يهدف إلى توقع الاتجاهات، وإنما حرص على تمييز اتجاه السوق في مراحله الأولى ومحاولة الرّبح من الحصول على أكبر جزء من تحرك السوق. وتبين السجلات الموجودة أن نظرية داو أدت هذا الدور بشكل معقول جدا. فكل من اتّبع هذه النّظرية منذ سنة 1920 حتى 1975 استطاع الاستيلاء على 68٪ من مجمل تحركات السوق في القطاع الصناعي وقطاع النقل، و67٪ من تحركات مؤشر إل- S&P 500. هؤلاء الذين ينتقدون نظرية داو لفشلها في "صيّد" قمم وقيعان السوق، يفتقرون للمفاهيم الأساسية لطبيعة فلسفة تتبع الاتجاه.
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضرا في مواضيع تجارة البورصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق