09/01/2009
التّحوّط من مخاطر تحركات أسعار العملات الأجنبية
تفيد الأبحاث الأخيرة إلى أنّ العملة الإسرائيلية تعتبر إحدى العملات شديدة الذبذبة – أي الأخطر في العالم.
فقد بلغت درجة الإنحراف المعياري الكامن (Implied Volatility) لعملة الشّيقل نسبة 14.6% الأمر الذّي يصنفها في سادس أعلى مستوى خطورة من بين المئة عملة والمؤشرات المركزية الأخرى في العالم والتّي تمّت عليها هذه الأبحاث.
نستنتج ممّا ذُكر أعلاه أنه يتوجب على كل رجل أعمال مستورد كان أم مصدّر التّفكير برسم إستراتيجية تحوّط (Hedging) لمخاطر تحركات أسعار العملات الأجنبية مقابل الشّيقل بهدف حماية الأرباح التشغيلية النّاتجة عن الفعّالية التجارية التّي تقوم بها الشّركة المستوردة / المُصدّرة.
تعتبر التغيرات السريعة لأسعار العملات الأجنبية أخطر عامل من بين العوامل المؤثرة على أرباح وخسائر الشّركة المستوردة / المُصدّرة , ولكي نوّضح أهمية سياسة التّحوّط وتأثيرها على أرباح الشركة , دعونا نأخذ على سبيل المثال شركة محلية التّي تستورد البضائع من خارج البلاد وتقوم ببيعها في السّوق المحلي.
ما يميّز شركة الاستيراد من ناحية المحاسبة هو أنّ معظم تكلفتها المادية تكون مرتبطة بالعملة الأجنبية – الدولار مثلاً, بالمقابل دخِل هذه الشّركة يكون مرتبطًا بالعملة المحلية – الشّيقل.
أرادت هذه الشّركة عقد صفقة استيراد بقيمة مليون دولار في وقت بلغ فيه سعر صرف الدولار 3.3000 شيقل للدولار الواحد. علمًا بأنه يمتثل أمام هذه الشّركة خيارين: الدفع لحظة انعقاد الصفقة وفقًا لسعر صرف 3.3000 شيقل للدولار الواحد , أي تقوم الشّركة بتحويل مبلغًا يعادل 3,300,000 شيقل , أو الدفع بعد ثلاث أشهر ممّا يجعلها عرضةً لتغيرات السّوق ايجابية كانت أم سلبية.
إذا كان سعر صرف الدولار في يوم الدفع (بعد ثلاث أشهر) أعلى من مستوى 3.3000 مثلاً 3.6000 شيقل, عندها تكون قيمة المليون دولار المطلوب دفعها من الشّركة 3,600,000 شيقل, قيمة أعلى ممّا كانت عليه في يوم عقد الصفقة (3,300,000 شيقل) بكلمات أخرى خسارة قيمتها 300,000 شيقل نتيجة تحركات سعر صرف الدولار.
تفاديًا لمثل هذه الخسائر ننصح كل مستورد / مُصدر استشارة مديري مخاطر العملات الأجنبية ذوي الخبرة في بناية استراتيجيات التّحوّط الملائمة لاحتياجات شركته التّجارية.
اذًا ما هي عملية التّحوّط؟
التّحوّط هي إستراتيجية تمويلية يتمّ بنائها على يد خبير في مخاطر تغيرات أسعار العملات الأجنبية الذي يستعين بالآليّات التمويلية المُعقدة بهدف حماية أرباح شركات الاستيراد والتّصدير من هذه المخاطر. من الآليّات التمويلية الأكثر تداولاً في أسواق المال نجد :
1. العقود الآجلة (فوروورد Forward):
عقد لا يجوز إلغائه بمثابة اتفاقية بين طرفين (مثلاً: بين مستورد وغرفة صفقات) لشراء أو بيع كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا.
استعمال هذه العقود تلاءم احتياجات كلّ من المستورد والمصّدر بخطورة متماثلة.
2. امتلاك "خيار شراء – Buy Call Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يمنح الطرف الممتلك لهذا العقد الحق الكامل دون الالتزام بشراء كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل الحصول على هذا الحق يدفع ممتلك هذا العقد للطرف البائع تكلفة مالية (Premium) التّي تمثل القيمة الاقتصادية لهذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المستورد المحلّي ويحميه من خطورة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.
ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه محدودة بموجب التكلفة المدفوعة بينما الأرباح غير محدودة.
3. امتلاك "خيار بيع – Buy Put Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يمنح الطرف الممتلك لهذا العقد الحق الكامل دون الالتزام ببيع كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل الحصول على هذا الحق يدفع ممتلك هذا العقد للطرف البائع تكلفة مالية (Premium) التّي تمثل القيمة الاقتصادية لهذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المصّدر المحلّي ويحميه من خطورة انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.
ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه محدودة بموجب التكلفة المدفوعة بينما الأرباح غير محدودة.
4. بيع/كتابة "خيار شراء – Sell Call Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يلزم الطرف الكاتب لهذا العقد التزامًا كاملاً ببيع الطرف الممتلك كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل هذا الالتزام الذي يتعهد بموجبه كاتب العقد ينال مبلغًا ماليًا (Premium) من قبل الطرف الممتلك وهذا المبلغ يمثل القيمة الاقتصادية للخطورة الكامنة الملقاة على عاتق كاتب هذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المصّدر المحلّي ويحميه من خطورة انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.
ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه غير محدودة بينما الأرباح محدودة.
5. بيع/كتابة "خيار بيع – Sell Put Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يلزم الطرف الكاتب لهذا العقد التزامًا كاملاً لشراء من الطرف الممتلك كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل هذا الالتزام الذي يتعهد بموجبه كاتب العقد ينال مبلغًا ماليًا (Premium) من قبل الطرف الممتلك وهذا المبلغ يمثل القيمة الاقتصادية للخطورة الكامنة الملقاة على عاتق كاتب هذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المستورد المحلّي ويحميه من خطورة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه غير محدودة بينما الأرباح محدودة.
لكم تحياتي والله الموفق،
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضرا في مواضيع تجارة البورصة.
فقد بلغت درجة الإنحراف المعياري الكامن (Implied Volatility) لعملة الشّيقل نسبة 14.6% الأمر الذّي يصنفها في سادس أعلى مستوى خطورة من بين المئة عملة والمؤشرات المركزية الأخرى في العالم والتّي تمّت عليها هذه الأبحاث.
نستنتج ممّا ذُكر أعلاه أنه يتوجب على كل رجل أعمال مستورد كان أم مصدّر التّفكير برسم إستراتيجية تحوّط (Hedging) لمخاطر تحركات أسعار العملات الأجنبية مقابل الشّيقل بهدف حماية الأرباح التشغيلية النّاتجة عن الفعّالية التجارية التّي تقوم بها الشّركة المستوردة / المُصدّرة.
تعتبر التغيرات السريعة لأسعار العملات الأجنبية أخطر عامل من بين العوامل المؤثرة على أرباح وخسائر الشّركة المستوردة / المُصدّرة , ولكي نوّضح أهمية سياسة التّحوّط وتأثيرها على أرباح الشركة , دعونا نأخذ على سبيل المثال شركة محلية التّي تستورد البضائع من خارج البلاد وتقوم ببيعها في السّوق المحلي.
ما يميّز شركة الاستيراد من ناحية المحاسبة هو أنّ معظم تكلفتها المادية تكون مرتبطة بالعملة الأجنبية – الدولار مثلاً, بالمقابل دخِل هذه الشّركة يكون مرتبطًا بالعملة المحلية – الشّيقل.
أرادت هذه الشّركة عقد صفقة استيراد بقيمة مليون دولار في وقت بلغ فيه سعر صرف الدولار 3.3000 شيقل للدولار الواحد. علمًا بأنه يمتثل أمام هذه الشّركة خيارين: الدفع لحظة انعقاد الصفقة وفقًا لسعر صرف 3.3000 شيقل للدولار الواحد , أي تقوم الشّركة بتحويل مبلغًا يعادل 3,300,000 شيقل , أو الدفع بعد ثلاث أشهر ممّا يجعلها عرضةً لتغيرات السّوق ايجابية كانت أم سلبية.
إذا كان سعر صرف الدولار في يوم الدفع (بعد ثلاث أشهر) أعلى من مستوى 3.3000 مثلاً 3.6000 شيقل, عندها تكون قيمة المليون دولار المطلوب دفعها من الشّركة 3,600,000 شيقل, قيمة أعلى ممّا كانت عليه في يوم عقد الصفقة (3,300,000 شيقل) بكلمات أخرى خسارة قيمتها 300,000 شيقل نتيجة تحركات سعر صرف الدولار.
تفاديًا لمثل هذه الخسائر ننصح كل مستورد / مُصدر استشارة مديري مخاطر العملات الأجنبية ذوي الخبرة في بناية استراتيجيات التّحوّط الملائمة لاحتياجات شركته التّجارية.
اذًا ما هي عملية التّحوّط؟
التّحوّط هي إستراتيجية تمويلية يتمّ بنائها على يد خبير في مخاطر تغيرات أسعار العملات الأجنبية الذي يستعين بالآليّات التمويلية المُعقدة بهدف حماية أرباح شركات الاستيراد والتّصدير من هذه المخاطر. من الآليّات التمويلية الأكثر تداولاً في أسواق المال نجد :
1. العقود الآجلة (فوروورد Forward):
عقد لا يجوز إلغائه بمثابة اتفاقية بين طرفين (مثلاً: بين مستورد وغرفة صفقات) لشراء أو بيع كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا.
استعمال هذه العقود تلاءم احتياجات كلّ من المستورد والمصّدر بخطورة متماثلة.
2. امتلاك "خيار شراء – Buy Call Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يمنح الطرف الممتلك لهذا العقد الحق الكامل دون الالتزام بشراء كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل الحصول على هذا الحق يدفع ممتلك هذا العقد للطرف البائع تكلفة مالية (Premium) التّي تمثل القيمة الاقتصادية لهذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المستورد المحلّي ويحميه من خطورة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.
ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه محدودة بموجب التكلفة المدفوعة بينما الأرباح غير محدودة.
3. امتلاك "خيار بيع – Buy Put Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يمنح الطرف الممتلك لهذا العقد الحق الكامل دون الالتزام ببيع كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل الحصول على هذا الحق يدفع ممتلك هذا العقد للطرف البائع تكلفة مالية (Premium) التّي تمثل القيمة الاقتصادية لهذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المصّدر المحلّي ويحميه من خطورة انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.
ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه محدودة بموجب التكلفة المدفوعة بينما الأرباح غير محدودة.
4. بيع/كتابة "خيار شراء – Sell Call Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يلزم الطرف الكاتب لهذا العقد التزامًا كاملاً ببيع الطرف الممتلك كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل هذا الالتزام الذي يتعهد بموجبه كاتب العقد ينال مبلغًا ماليًا (Premium) من قبل الطرف الممتلك وهذا المبلغ يمثل القيمة الاقتصادية للخطورة الكامنة الملقاة على عاتق كاتب هذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المصّدر المحلّي ويحميه من خطورة انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.
ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه غير محدودة بينما الأرباح محدودة.
5. بيع/كتابة "خيار بيع – Sell Put Option":
عقد بمثابة اتفاقية بين طرفين - الطرف الممتلك (مشتري الخيار(Option Buyer والطرف البائع (كاتب الاتفاقية Seller/(Option Writer, يلزم الطرف الكاتب لهذا العقد التزامًا كاملاً لشراء من الطرف الممتلك كمية محددة من عملة معينة مقابل عملة أخرى بسعر صرف وتاريخ تسليم متفق عليهما مسبقًا. مقابل هذا الالتزام الذي يتعهد بموجبه كاتب العقد ينال مبلغًا ماليًا (Premium) من قبل الطرف الممتلك وهذا المبلغ يمثل القيمة الاقتصادية للخطورة الكامنة الملقاة على عاتق كاتب هذه الاتفاقية.
استعمال هذا النوع من العقود يلاءم احتياجات المستورد المحلّي ويحميه من خطورة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.ما يميّز هذا العقد هو أنّ الخطورة فيه غير محدودة بينما الأرباح محدودة.
لكم تحياتي والله الموفق،
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضرا في مواضيع تجارة البورصة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق