09‏/01‏/2009

المتداول الفّنيّ بسوق العملات

يمكنك ان تكون حرًا, يمكنك أن تعيش وتعمل في اي وقت ومن اي مكان في العالم, يمكنك أن تكون مستقلا في قراراتك ولا تعطي التفسيرات لأحد, هذه هي حياة تاجر البورصة الناجح .

كثيرون هم الذين يرغبون في مثل هذه الحياة ولكن النجاح حليف الاقلية فقط , ولو اردنا ان نلخص اسباب الخسارة لوجدنا ان الجميع يخسر بسبب صعوبة المنافسة او المشاركة في اللعبة بدون فهم قوانينها أو لعدم الانضباط لقواعد لعب محددة .

اذا كنت واحدًا من هؤلاء فقد جاء دورك الآن لتفهم هذا العالم وكيفية التعامل معه, ومن أجلك كتبت هذا المقال .

تتوفر لدى تاجر البورصة طريقتين اساسيتين لتحليل تحركات السوق والتعامل معها بشكل موضوعي ومحترف:

الطريقة الاولى:

طريقة التحليل وفقًا للنظرية الاقتصادية – Fundamental Analysis

من خلال هذه الطريقة يراقب التاجر جميع العوامل المؤثرة على قوى العرض والطلب لاسعار العملات بهدف تخمين القيمة الداخلية لسعر العملة ومقارنتها بسعر السوق .

ان العوامل المؤثرة تلعب دورًا هامًا في تحريك اسعار العملات في الاسواق العالمية , ومن بعض هذه العوامل:
قيمة الفائدة, الوضع ألامني, الوضع الاقتصادي, نسبة البطالة وغيرها من العوامل.

الطريقة الثانية:

طريقة التحليل وفقًا للنظرية الفنية او التحليل التقني – Technical Analysis

تعتمد هذه الطريقة على عملية دراسة لتحركات السوق بالاستناد على قراءة نوعية خاصة و مميزة للرسومات البيانية بهدف رسم توقعات مسار تحركات الأسعار في المستقبل القريب , المتوسط والبعيد .
يعتمد المحلل الفني على مصدر معلومات واحد ووحيد وهو تحركات الأسعار ذاتها, فالرّسم البياني لأسعار العملات يبيّن لنا بوضوح التيار الفكري الذي يدور في ذهن معظم المشتركين في"اللعبة" وعن طريق ذلك يمكننا رسم إستراتيجية المنافسة وتحديد خطواتنا المناسبة للأجواء السارية والمتاجرة باتجاه هذا التيار.

إن منطق النظرية الفنية يرتكن على ثلاث فرضيات أساسية :

1) تحركات السوق تجسد كل المعلومات.

هذه الفرضية تعتبر حجر الأساس لعملية التحليل الفنّي, وبدون فهمها بصورة واضحة لا يمكن للتاجر أن يتعامل بنجاح مع هذه "اللعبة".وهي تعني أن كل العوامل التي من شأنها أن تؤثر على مجرى تحركات الأسعار قد تأخذ طابعها على الرسم البياني لتلك الأسعار. لذلك فإن كل ما يلزم للتاجر الذي يعتمد على طريقة التحليل الفني هو دراسة تحركات الأسعار بواسطة الرسوم البيانية فقط. هذا لا يعني أن النظرية الاقتصادية التي تراقب قوى العرض والطلب غير ناجعة, بل ان الرسم البياني يعرض للتاجر مجمل الأفكار وتوقعات المشتركين في السوق تجاه أسعار العملات. فكما هو معروف, عند ازدياد الطلب على عملة معينة فإن أسعار هذه العملة تبدأ بالارتفاع, والعكس صحيح عند ازدياد في العرض على عملة أخرى فإن أسعارها تبدأ بالانخفاض.

ينتج من هذا أن النظرية الاقتصادية تتمحور حول تفسير الأسباب لتحركات أسعار العملات في الأسواق, بينما تتمحور النظرية الفنية حول توقعات اتجاهات تيارات هذه الأسعار وتحديد ما هو التيار الأرجح.

2)الأسعار تتحرك بتيارات.

أن الهدف الأساسي من رسم تحركات الأسعار هو تعريف اتجاه التيار بدءًا بمراحل تطوراته الأولى بهدف التجارة باتجاه ذلك التيار, حيث انه من المفترض أن التيار السائد في الأسواق يبقى في اتجاهه الحالي ولا ينعكس حتى تظهر علامة محددة تدل على التغيير.

3) التاريخ يعيد على نفسه.

إن جوهر النظرية الفنية ودراسة تحركات الأسواق هي بمثابة دراسة سيكولوجية المستثمرين وجميع المشتركين في الأسواق . على مدار مئات الأعوام , استطاع المحللون الفنيّون من ترتيب وتصنيف الحالات النفسية في الأسواق إلى نماذج وأشكال. هذه النماذج والأشكال تتكرر على الرسم البياني,عاكسةً الحالة النفسية لأغلبية المشتركين في اللعبة وتحدد إذا كانت الحالة ايجابية مما يؤدي إلى ارتفاع في مستوى الأسعار أو حالة سلبية كالخوف وبالتالي ينخفض مستوى الأسعار.

نذكر أن الطبيعة البشرية لم تتغير مع مرور الزمن, فالإنسان العادي سيبقى متخبط بين حالات الطمع وحالات الخوف أو ما بينهما.
ان النظريات التي نشرت في موضوع التحليل الفني عديدة ومنها :

"نظرية داو Dow" مؤسس مؤشر داوجونس الأمريكي
" نظرية إليوت Elliott"
" نظرية چان W.D.GAN "وغيرها.
....
لكم تحياتي والله الموفق،
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضرا في مواضيع تجارة البورصة.

ليست هناك تعليقات: