09‏/01‏/2009

"الرّبح من أزمة الأسواق"

عملية "الهبوط الحر" الّتي تعيشها الأسواق المالية في الأسابيع الأخيرة تعزّز من جاذبية إستراتيجية ال-Short على الأصول المالية. هذه الإستراتيجية تلائم احتياجات المستثمر في الأسواق الهابطة، حيث يمكن الرّبح من خلالها عند انخفاض في مستوى الأسعار. إليكم بعض من هذه الأمثلة لأجهزة الأستثمار المتداولة في الأسواق:

أمارة سلة "البيع على المكشوف" – Short ETF
جهاز استثمار ثمّ إصداره وتسويقه في السّنوات الأخيرة (في كندا عام 1990 تحديدًا)، من خلاله يُمنح المستثمر إمكانية الرّبح من هبوط قيمة المؤشر، ولهذا السّبب يعتبر أيضًا هذا الجهاز كأحد أجهزة التحوّط - Hedging من هبوط أسعار الأسهم.
يقوم هذا الجهاز بعملية تقليد لأداء مؤشر الأسهم ولكن بالإتجاه المعاكس له. على سبيل المثال: إذا إنخفض مؤشر تل أبيب 25 بقيمة %10 عندها يربح المستثمر في أجهزة Short ETF قيمة %10 تقريبًا.(لا ننسَ عمولة تكاليف الشّراء)
يتحلّى هذا النّوع من أجهزة الاستثمار بدرجة سيولة عالية، الأمر الّذي يسهّل على المستثمر عملية شراء وبيّع الجهاز في البورصة.

عقود التّسوية - (Contract for Difference (CFD

يتبع هذا النّوع من أجهزة الإستثمار إلى مجموعة المشتقّات Derivatives, فهو عبارة عن اتفاقية بين طرفيْن - الطّرف المشتري والطّرف البائع، يُشترط من خلالها تسوية فارق سعر الأصول الناتج عن التّحرك السّعريّ.
عند حدوث ارتفاع في مستوى الأسعار يبتعد سعر الأصول عن المستوى الّذي كان عليه في وقت انعقاد الإتفاقية، عندئذٍ ينتج فارق سعريّ يتم تسديده على يد الطّرف البائع لهذه الإتفاقية.

أمّا عند هبوط سعر الأصول، فيقوم الطّرف المشتري بدفع مبلغًا من المال للطرف البائع بغية تسوية هذا الفارق السّعريّ. بكلمات أخرى ، إذا توقع المستثمر ارتفاعًا في أسعار الأصول عندها يقوم بإستراتيجية Long CFD أي شراء عقد CFD.
أمّا في حالة توقع لهبوط في أسعارالأصول عندها يقوم المستثمر بإتخاذ إستراتيجيةCFD Shortأي بيّع عقد CFD.

التّداول في هذا النّوع من الأجهزة يتمّ خارج الأسواق الرّسمية المعروفة بإسم Over The Counter الّتي من خلالها يقوم المستثمرون باستخدام نظام الرّافعة المالية Leverage ، الذي بموجبه يمنح الفرصة للمستثمر بأن يقوم بصفقات كبيرة الحجم مقابل دفع هامش Margin هذه الصّفقة والّذي يتراوح ما بين 1%-10% من قيمة الصّفقة.على سبيل المثال:

إذا أراد المستثمر شراء كمية تعادل 1000 سهمًا من شركة XYZ الّتي يتداول سهمها في البورصة العادية بمستوى 10$ للسهم الواحد فإنه يحتاج إلى مبلغ قيمته 10,000$ = (1000 x 10$)، لكن إذا استغل هذا المستثمر امتيازات ال CFD ونظام الرّافعة المالية، فإنّه يحتاج لمبلغ يتراوح ما بين 100$-1000$ المعادل لنسبة 1%-10% من قيمة الصّفقة الأساسية 10,000$.

نوضّح أنّ هذا النّوع من الأجهزة يلائم احتياجات المستثمر الّذي يتوقع هبوط بمستوى الأسعار إذ يتخذ في هذه الحالة إستراتيجية Short CFD أي بيّع الأصول المالية والرّبح من هبوط الأسعار. مثلاّ:

في حال توقعَ المستثمر هبوطًا في سعر أسهم شركة XYZ من مستوى ال100$ إلى مستوى 80$ وهو معنٍ ببيّع كمية 1000 سهمًا، عندها يتخذ موقف Short CFD بصفقة قيمتها 100,000$ = (بيّع 1000 سهمًا بسعر 100$ للسهم)، ويعود ليشتريها بسعر 80$ للسهم رابحًا بذلك فارق سعريّ قيمته 20$ للسهم، أي ربح صافٍ بقيمة 20,000$ = 1000 x (80$ - 100$)

إستراتيجية "البيّع على المكشوف - Short Selling "

إستراتيجية البيّع على المكشوف هي طريق مضاربة لجني الأرباح في حالة هبوط أسعار الأصول المالية، آلية هذه الإستراتيجية تعمل بالنّظام التّالي:

1) يقوم المضارب بإقتراض كمية من الأسهم الّتي هي بحوزة أحد المستثمرين مع الإلتزام له بترجيعها في وقتٍ لاحقٍ.

2) يتجه المضارب إلى سوق الأسهم ويبيعها بسعر السّوق المتداول في الوقت ذاته. على سبيل المثال: توقع مضارب إنخفاض في سعر أسهم شركة XYZ الّتي يتداول سعر سهمها حاليًا بمستوى 100$ للسهم الواحد وقام ببيّع كمية 1,000 سهمًا.

3) يتنظر المضارب هبوط سعر السّهم ليعود ويشتري نفس الكمية لكن بالسّعر الجديد. على سبيل المثال: إنخفاض في سعر أسهم شركة XYZمن 100$ إلى 80$ .

4) يعيد المضارب للمستثمر نفس كمية الأسهم الّتي تمّ اقتراضها في الماضي، مسجلاً لنفسه ربحًا بقيمة 20,000$ ناتجًا عن فارق سعر بيع 1,000 سهمًا بسعر 100$ للسهم الواحد وشرائها بسعر 80$ للسهم الواحد.
1,000 x (100-80) = $20,000


لكم تحياتي والله الموفق،
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضرا في مواضيع تجارة البورصة.

ليست هناك تعليقات: