هبوط الدولار لم ينته بعد

التّحركات السّعريّة الّتي شوهدت خلال شهر أيار الحالي تحتّم علينا تعديل فرضية العمل لإستراتيجية التّداول والتّجارة على زوج العملات الدولار/ شيكل، من فرضية ناصرت الدولار منذ نهاية شهر تموز المنصرم وحتّى مطلع شهر أيار الحالي، إلى فرضية جديدة تناصر العملة الإسرائيلية – الشيكل.

زلّت لسان رئيسة قسم الأبحاث في بنك إسرائيل – السّيدة كرنيت بلوج، في الاجتماع مع مجموعة سيتي في لندن، والتي كشفت فيها عن نيّة بنك إسرائيل بوقف عملية شرائه اليومية (100 مليون دولار) قريباً، حفّزت المجموعة والتّجار الكبار على بيع كميات كبيرة من العملة الخضراء أدت إلى هبوط حاد في قيمتها مقابل الشيكل، على الرّغم من نفيّ البنك المركزيّ الإسرائيليّ لهذا القول.


إليكم الحقائق الّتي أدّت إلى تغيير فرضية العمل المذكورة أعلاه بحسب التحليل الفنّي للأسواق:

1. التحرك السّعريّ – Price Movement:
حاول الدولار في أواخر شهر نيسان 2009 استئناف تيّاره التصاعديّ، محاولاً كسر مستوى 4.2500 إلى الأعلى، حيث وصلت قراءات التّداول في سوق الشركات المصرفية – Interbank Market فوق المستوى المذكور، ملامسةًً مستوى 04.271 ، لكن على الرغم من كسر قمة السّوق الأخيرة (4.2500)، فقد تبيّنت هذه الحركة على أنّها عملية "كسر زائف – False Breakout" أدّت في الأسبوع الّذي يليه إلى تراجع سعر الدولار لمستويات أدنى من 4.2000 .

بعدها، في الأسبوع المنتهي بتاريخ 8/5/2009 نجح زوج العملات الدولار/ شيكل في اختراق مستوى الدعم 4.0960 إلى الأسفل مكوّنًا المبنى الأساسيّ للتيّار التّنازليّ على الرّسم الأسبوعيّ – الّذي يمثل إتجاه السّوق في الأشهر القادمة، فيما بعد بالأسبوع المنتهي بتاريخ 15/5/2009 كُسر خط التّيّار السعريّ - Trend line إلى الأسفل الأمر الذّي عزز من جهة إنقلاب التيّار التصاعديّ السّابق، ومن جهة أخرى أدّى إلى عودة المضاربين إلى إستراتيجية "البيع على المكشوف – Short Selling" بهدف الربح من هبوط سعر صرف الدولار مقابل الشيكل.

وإن كان هذا غير كافٍ فكسر مستوى الدعم 3.9990 إلى الأسفل يوم الخميس 21/5/2009 أنهى بناء نموذج الإنقلاب من نوع "القمم المزدوجة – "Double Tops الّتي تظهر على الرّسم البياني كالحرف M الأمر الّذي يجعل مستوى 3.7500 سعر هدف واقعيّ للدولار في الأشهر القادمة.

2. مؤشر مقياس القوّة النّسبيّ – RSI:
أداء مؤشر مقياس القوّة النّسبيّ – RSI في الفترة الأخيرة، يؤكد حدوث الانقلاب حيّث اخترق مؤشر RSI في أواخر نيسان 2009 منطقة "الذروة الشرائية – Over Bought" ومن ثمّ بدأت قراءات المؤشر بالانهيار بانيةً قمم وقيعان تنازليّة كاسرةً مركز قراءات RSI في المستوى 50 درجة إلى الأسفل.

3. مؤشر المعدّلات المتقلبة / المتباعدة – MACD Histogram:
قراءات مؤشر MACD تحوّلت في بداية أيار الحالي من قراءات ايجابية - فوق مستوى الصفر، إلى سلبية عاكسةً الصورة الدبيّة للتداول.

4. مؤشر الاتجاه السعريّ DMI :
اختراق التحرك السّعريّ لنقطة الدعم 4.0960 إلى الأسفل في منتصف أيار الحالي أدى إلى حدوث تقاطع دُبيّ – Bearish Crossover بين خطيّ مؤشر الاتجاه السعريّ DMI (الخط الأحمر يعبر الأخضر من الأسفل إلى الأعلى) مؤكدًا صحة التيّار الجديد المناصر للشيكل.

5. تقريرCOT الأمريكي:
تقرير التزام المتداولين في أسواق العقود المستقبلية – Commitment Of Traders Report الصّادر عن اللجنة الأمريكية لأسوق العقود المستقبلية للعملات CFTC في الأسبوع (من 5-12 أيار) يٌظهر خروج المستثمرين الكبار من عقود – Long Dollar وانتقالهم إلى العقود من النّوع – Short Dollar الأمر الّذي تزامن مع ضعف قيمة الدولار في التداولات مقابل العملات الرئيسية في العالم، كاليورو والإسترليني، بنسب تقارب 5% وَ 7.5% على التوالي.

خلاصة القول، أتوقع استمرار هبوط سعر الدولار إلى مستويات تحت 3.8000 وذلك في الأشهر القادمة.


لكم تحياتي والله الموفق ...

شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضر في مواضيع تجارة البورصة.


نحترم أرائكم على البريد الإلكتروني: shadybahouth@gmail.com

هاتف رقم: 0528388019

توضيح المخاطر: المعلومات الواردة في هذا المقال هي للإطلاع فقط. ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم أو سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني أي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي إلى أرباح تجارية. وبالتالي فإن الكاتب ليس مسئولاً بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه.