22‏/11‏/2009

الدولار/شيكل، الهدف فوق مستويات 3.9000

ضعف العملة الأوروبيّة اليورو (الرمز EUR) وفشلها بتسجيل قراءات أعلى من مستوى المقاومة 1.5060 مقابل الدولار الأمريكيّ (الرمز USD) وتراجعها نحو المستوى 1.4625 خلال شهر تشرين الثّانيّ 2009 ، تدلّ على نقطة تحوّل في توازنات القوّة بين الدولار وبقية العملات الأخرى في العالم، بما في ذلك الشيكل الإسرائيليّ، قد ينتج عنها إستمرار تعافي العملة الخضراء إلى مستويات 3.9000 وما فوق مقابل الشيكل ومستويات أدنى من 1.4300 مقابل اليورو وذلك خلال الأشهر القريبة.

نشير بداية، إلى أن مسار زوج العملات EUR/USD هو الأقرب إلى مسار مُؤشر الدولار العالميّ – The Dollar Index الذي يصف وضعية العملة الأمريكية مقابل سلّة العملات الرئيسيّة الأخرى في العالم. فإذا تصاعدت قراءات مؤشر الدولار العالميّ، تزامنت معها تراجعات في قراءات زوج العملات EUR/USD (إنخفاض اليورو وإرتفاع الدولار) وبالعكس. ونعلم أيضاً عن العلاقة القريبة جدًّا بين زوج العملات EUR/USD والزوج المحليّ دولار/شيكل USD/ILS. أي أنّه، في حال تعافي الأخضر مقابل اليورو عالميًا، يكون هنالك إحتمال عالي لمشاهدة أداء مماثل مقابل الشيكل وبالعكس. (مرفق رسم توضيحيّ لعلاقة الدولار/شيكل بالزوج يورو/دولار)


إليكم الحقائق الفنيّة الّتي أستند عليها بهذا التّحليل:

1. تحديد التّحرك ألسّعريّ – Price Movement:
تحديد إتجاه المسار العام للمدى البعيد وللمدى القريب يتم بواسطة مراقبة إتجاه نقاط الدعم والمقامة – Support & Resistance Points المعروفة أيضاً بنقاط القمم والقيعان، على كلٍ من الرسم البيانيّ الأسبوعيّ والرسم اليوميّ على التواليّ. فإذا أمعنّا النظر في الرسم الأسبوعيّ لزوج العملات دولار/شيكل لرأينا أن الإتجاه التنازليّ للمدى البعيد قد بدأ بالإنعكاس وذلك بعد الأحداث الفنيّة – Technical Events التالية:


· نجاح التّحرك ألسعريّ بكسر خط التيّار التنازليّ – Bearish Trend Line خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر 2009 وعبور قراءات الزوج دولار/شيكل من أدنى هذا الخط إلى أعلاه، يدلّ على تحوّل شعور – Sentiment المستثمرين من شعور مناصر للعملة الإسرائيلية إلى آخر مناصر للعملة الخضراء.

· يليه، وعلى نفس الرسم البيانيّ، ظهور قاعٍ جديدٍ في المستوى 3.7370 نقطة، وهو أعلى من القاع الأخير في المستوى 3.6860 نقطة. أي، فشل زوج العملات دولار/شيكل في الحفاظ على مساره العام التنازليّ الذي يًُحتّم تسجيل قاعٍ جديد أدنى من القاع 3.6860.



· يُبيّن لنا الرّسم البيانيّ اليوميّ لزوج العملات دولار/شيكل أن المسار العام للمدى القريب قد بدأ في مساره التصاعديّ وذلك بعد أن تحوّل إتجاه نقاط القمم والقيعان من نموذج ذي مسارٍ تنازليّ (في الفترة ما قبل شهر تشرين الثّانيّ 2009) إلى جديدٍ تصاعديّ.

· بالإضافة، ظهور نموذج "الرأس والمنكبين المعكوسة – Inverted Head & Shoulders" على الرّسم البيانيّ اليوميّ، وهو أحد النماذج المهمّة في نظرية التّحليل الفنيّ، تتنبّأ بانعكاس المسار التّنازليّ إلى تصاعديّ يبلغ مقداره مقدار بُعد الرأس (3.6860) عن مستوى العُنق – Neckline (3.8000)، أي حركة سعريّة متوقّعة تفوق الـ 11 أغورة. وقد سُمّي النموذج بهذا اللّقب لتشابه شكله بالرأس المتوسّط لثنائي المنكبين.




أمّا بالنسبة لمؤشّرات العزم – Momentum Indicators فنجد أنها تدعم فرضية العمل المائلة لصالح الدولار وعلى الشّكل الآتيّ:

1. مؤشر الاتجاه ألسعريّ – DMI
يُبيّن مؤشر الاتجاه ألسعريّ – DMI على الرّسم البيانيّ اليوميّ، سيطرة القوى الشرائيّة للدولار على القوى البيعيّة. نُذكّر لمن لا يدرك استعمال هذا المؤشر، أنّنا نراقب من خلاله العلاقة ما بين ثنائي الخطوط المُكوِّّنة لهذا المؤشر - الخط الأخضر يمثل قوّة الشراء والخط الأحمر يمثل قوّة البيع. فإذا كان الخط الأخضر موجود فوق الخط الأحمر، كما هو الوضع الحاليّ لزوج العملات USD/ILS، عندها تكون قوة الشراء هي المسيطرة على السوق – مسار تصاعديّ. بعكس الحال عندما يكون الخط الأحمر فوق الخط الأخضر، حالة تعكس سيطرة قوة البيّع على السوق – مسار تنازلي.

2. أحزمة بولينجر – Bollinger Bands
غالبًا، عندما يكون التّحرك ألسّعريّ في الإتجاه التصاعديّ، تتقلّب أسعار السّوق بين حزام بولينجر العلويّّ والمعدل الحسابيّ. الرسم البيانيّ اليوميّ يُوضّح لنا هذه الديناميكا التي بدأت منذ نهاية شهر تشرين الأول 2009 وما زالت قائمة لغاية الآن، وهي تدعم فرضية العمل التي تنص على أن السوق يُحضّر لنا المزيد من الارتفاعات.

3. مؤشر مقياس القوّة النّسبيّ – RSI:
أداء مؤشر مقياس القوّة النّسبيّ – RSI كما هو ظاهر على الرسم البيانيّ الأسبوعيّ يصف إنعكاس المسار العام التنازليّ ويتنبأ بحدوث المزيد من الإرتفاعات في مستوى الأسعار وذلك بعد عبور قراءات هذا المؤشر من أدنى مستوى الـ 50 نقطة (متوسّط مجال قراءات RSI) إلى مستويات أعلى.

4. مؤشر المعدّلات المتقلبة / المتباعدة – MACD:
تشير قراءات مؤشر MACD إلى بداية تحوّل المسار العام من تنازليّ لتصاعديّ وذلك بعد حدوث عملية "تقاطع إيجابيّ – Bullish Crossover" بين ثنائيّ الخطوط المُكوِّنة لهذا المؤشر.

خلاصة القول، أتوقع حدوث تحسّن في سعر صرف الدولار عالميًا، الأمر الذي قد يُؤديّ إلى تراجعات العملة الأوروبيّة اليورو مقابل الدولار إلى مستويات أدنى من 1.4300 وبالتوازي مع ارتفاع مستوى صرف العملة الخضراء مقابل الشيكل إلى مستويات تفوق الـ 3.9000 وذلك خلال الأشهر المقبلة. وفي حال حدوث أي تراجعات تحت مستويات الـ 3.8000 فإنها لن تنجح بكسر نقطة الدعم 3.6800 إلى الأسفل، ولذلك قد أعتبر هذه التراجعات فرصة لشراء الدولار بأسعار أكثر جاذبيّة مقارنة بأسعاره الحالية وبيعه حول مستويات الـ 3.9000 بالتّقريب.

نحترم أرائكم على البريد الإلكتروني: shadybahouth@gmail.com

توضيح المخاطر: المعلومات الواردة في هذا المقال هي للإطلاع فقط. ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم أو سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني أي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي إلى أرباح تجارية. وبالتالي فإن الكاتب ليس مسئولاً بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه.

ليست هناك تعليقات: