روبيون تجاه حزمة الإنقاذ لدولة اليونان، ما زالت تطغي أجواء من التشاؤم على أسواق المال العالمية، نتج عنها انزلاق حاد في سعر صرف العملة الأوروبية اليورو EUR مقابل سائر العملات الأجنبية الرئيسية الأخرى دون استثناء.
دراسة البيانات الاقتصادية الأخيرة والمبنى الفني للسوق لا يحملان أية بشائر خير تجاه مصير اليورو الذي أتوقع له مواصلة مسيرة الانزلاق الحالية خاصة مقابل الدولار الأمريكي حيث من المرجّح أن تلامس العملة الأوروبية منطقة التعادل Parity لتصبح قيمة اليورو الواحد تساوي دولاراً واحداً وذلك خلال سنة من اليوم.
مؤشر سعر صرف اليورو:
يظهر الرسم البيانيّ لأداء مؤشر سعر صرف اليورو خلال ألاثني عشر شهر الأواخر التراجعات الحادة التي أوقعت قيم المؤشر من أعلى مستوياته عند القراءة 115.17 نقطة بتاريخ 17/10/2009 إلى المستوى 101.66 نقطة بتاريخ 17/05/2010، أي تلاشي بنسبة 11% على وجه التقريب.
يُصدر مؤشر سعر الصرف الحقيقي لليورو The Euro's nominal trade weighted index على يد البنك المركزي الأوروبي ECB وقد دُشن هذا المؤشر في الربع الأول من عام 1999 (مستوى الأساس = 100 نقطة). يعتمد البنك خلال عمليته الحسابية للمؤشر على المعدلات الموزونة Weighted Average لثنائي قيم اليورو مقابل أهم 21 شريك تجاري من منطقة أوروبا. ارتفاعات في قيم المؤشر تعني جني كمية أكبر من العملات الأجنبية الأخرى مقابل وحدة واحدة من اليورو €1، بعكس الأمر في حال تراجعت قراءات المؤشر إلى الأسفل، عندها نحصل على كمية أقل من العملات الأجنبية الأخرى مقابل اليورو الواحد €1.
تقرير التزام المتداولين:
تقرير التزام المتداولين في أسواق العقود المستقبلية – Commitment Of Traders Report الصّادر عن اللجنة الأمريكية لأسواق العقود المستقبلية للعملات CFTC للأسبوع 09/05 – 15/05 يُظهر ارتفاعاً حاداً في العرض Supply على اليورو وذلك نتيجة قيام اللاعبين الكبار بشراء عقود آجلة من نوع بيع يورو أو ما يسمى بإستراتيجية البيع على المكشوف Short Selling مقابل العملة الأمريكية التي باتت الملاذ الآمن لهم في الآونة الأخيرة إضافة للين الياباني والذهب.
زوج العملات يورو/دولار:
يتساءل الكثير من جمهور المستثمرين عمّا إذا كان اليورو قد وصل إلى القاع بعد الانزلاق الأخير أم ما زالت هناك تراجعات أخرى متوقعة في المستقبل. للإجابة عن هذه التساؤلات قد أستعين بالتحليل الفني لتحديد المسار العام Trend على الأمد البعيد مع تحديد سعر الهدف المتوقع لليورو. قراءة الرسم البياني لأسعار اليورو/دولار هي بمثابة عملية استنباط لأفكار ومشاعر المستثمرين تجاه العملات مركبة الزوج EUR/USD.
معلوماً أن المسار البعيد الأمد Long Term Trend لا ينشأ بين ليلة وضحاها وقد يستغرق الأمر عدة شهور ليقرر خلالهم المستثمرون ما هو اتجاه السوق الحقيقي. لذلك، نلجئ إلى الرسم البيانيّ الشهري Monthly Chart لفهم ما يجري داخل أذهان اللاعبين الكبار في السوق على الأمد البعيد حيث يُظهر الرسم البياني الشهري للزوج EUR/USD المسار الصّاعد Up Trend الذي دام خلال الفترة الممتدة بين شهر شباط من عام 2002 ولغاية الربع الأخير من العام 2008 سجل خلالها الزوج أقصى قراءات له ملامساً المستوى 1.6030 دولار لليورو الواحد في تاريخ 15/07/2008 ومنذ ذلك اليوم أطلقت رصاصة الانطلاقة لماراتون بيع اليورو وسائر العملات الأخرى ذوات العائد العالي واللجوء إلى الملذات الآمنة كالين الياباني والذهب نتيجة أزمة الديون المتعثرة Sub-Prime Crisis في الولايات المتحدة.
حاول اليورو خلال الفترة الممتدة بين الربع الأخير من عام 2008 ولغاية نهاية العام المنصرم 2009 بالتعافي لكن دون جدوى ولم يستطع من اختراق المستوى 1.6030 لاستئناف مساره الصاعد الأسبق بل توقف عند المستوى 1.5140 ليجدّد مساره التنازلي الجديد.
أخيراً وليس آخراً، نرى تراكم الأدلة الدببية خلال الفترة المذكورة وحتى هذه اللحظة، والتي تصدّرتها عملية كسر دببية Bearish Breakout لخط الاتجاه الصاعد Bullish Trend Line في تشرين أول عام 2008 تبعها اكتمال تدشين نموذج القمم المزدوجة Double Tops وهو احد أنماط الانقلاب للمسار العام الصاعد والظاهر على الرسم كشكل الحرف الإنجليزي M بعمق 3,700 نقطة الممتدة بين المستوى 1.6040 و 1.2330.
ختاماً، نجاح اليورو بكسر مستوى الدعم 1.2330 بالاتجاه الأسفل يعزز الشعور الدببي Bearish Sentiment لدى المستثمرون، الأمر الذي قد يؤدي إلى خوضهم المزيد من عمليات البيع على المكشوف وهبوط قراءات اليورو نحو مستوى التعادلParity مقابل الدولار الأمريكي وذلك خلال عام من اليوم.
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضر في مواضيع تجارة البورصة.
نحترم أرائكم على البريد الإلكتروني: shadybahouth@gmail.com
توضيح المخاطر: المعلومات الواردة في هذا المقال هي للإطلاع فقط. ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم أو سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني أي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي إلى أرباح تجارية. وبالتالي فإن الكاتب ليس مسئولاً بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق