29‏/04‏/2010

تجارة المناقلة – Carry Trade

تُعتبر تجارة المناقلة – Carry Trade إحدى أهم إستراتيجيات تداول سوق العملات العالمي Forex للأمد البعيد، حيث يُمكن للمستثمر بموجب هذه الإستراتيجية جنيّ الأرباح دون تجنيد رأس مال كبير لهذا الهدف. ولكونها إستراتيجية جذّابة، رغم ما يكمن فيها من مخاطر، إلاّ أنّنا نجد العديد من قنوات الفضائيات ووكالات الأخبار تردّد ذكرها إمّا كمؤيدة أو كمعارضة لها. إليكم شرحًا مبسطًا عن هذا الموضوع.

ما هي تجارة المناقلة – Carry Trade؟
يدل عنوان هذه الإستراتيجية على معناها. إذ يقوم مستثمرو تجارة المناقلة باقتراض الأموال بالعملات ذات أسعار الفائدة المتدنية، كالعملة اليابانية (الين – JPY) واستثمار ("نقل") هذه الأموال (المقترضة) في العملات ذات العائد العالي، كالعملة الأسترالية (الدولار الأسترالي – AUD) مثلاً، وذلك بهدف الربح من فارق الفائدة الناتج من بين العملتين.

من المعلوم أن نسبة الفائدة على العملة اليابانية تساوي 0.10% سنويًا، أي صفر بالمائة على وجه التقريب. بالمقابل، تصل نسبة الفائدة على العملة الأسترالية إلى 4.5% سنويًا. من هنا نرى أن فارق النسب بين العملتين يساوي 4.4% سنويًا ( 4.4% = 0.10% - 4.5%)

كيف تتم عملية تجارة المناقلة؟
هنالك طريقتين أساسيتين للقيام بتجارة المناقلة:
1. اقتراض مجمل رأس المال من البنك وتحويله إلى العملة ذات العائد الأكبر وذلك في نفس حساب المستثمر لدى البنك. بموجب هذه الطريقة، لا يتم سحب أي مبلغ من حساب المستثمر حيث يبقى رأس المال مودوعًا في حساب البنك.
2. شراء عقد آجل Forward عن طريق أحد غرف تداول العملات الأجنبية.
نشير هنا إلى أنّ المستثمر في كلا الحالتين مُلزم بتزويد رأس مال أولي بقيمة تتراوح بين 5% - 10% من حجم رأس المال المُقترض (حجم الصفقة)، وذلك كضمان لحالات قد تتعرّض فيها العملة المُشترية إلى تراجعات في قيمة صرفها.

متى تُستعمل تجارة المناقلة؟
يجوز استعمال هذا النوع من المتاجرة عند وجود أخبار إيجابية عن الاقتصاد العالمي، كالتوقعات بالنمو والتعافي، الأمر الذي قد يزيد من شهية المخاطرة – Risk Appetite لدى المستثمرون مما يقودهم للمخاطرة واقتراض الأموال ذات العائد المتدنيّ بالأخص العملة اليابانية المعروفة بتلاشي قيمتها في مثل هذه الحالات وتعافيها في حالات عدم الطمأنينة.

الجدير ذكره أيضًا، هو أن هذه التجارة ملائمة لمستثمرو الأمد البعيد فقط وذلك كي يتمكنوا من الحصول على أكبر قدر من فارق الفائدة، متغلبّين بذلك على التكاليف الناجمة عن الدخول في مثل هذه الصفقات بالإضافة إلى تجاوز حالات هبوط سعر العملة المشترية مقابل المُقترضة في المدى القصير.

امتيازات تجارة المناقلة:
يسعى المستثمرون في أسواق المال إلى تحقيق عائد مجز على رأس المال المُستثمر لا بل يطمح(ع) المحترفين منهم إلى تحقيق عائد يفوق متوسط العائد على السوق – To Beat The Market دون رفع نسبة الخطورة، الأمر الذي يجعل من تجارة المناقلة – Carry Trade الإستراتيجية الأمثل لتحقيق هذا الهدف. ففي حال ارتفاع سعر صرف العملة المُشترية (ذات العائد الأكبر) يربح المستثمر فارق سعر الصرف بين العملتين وبالإضافة يربح فارق الفائدة أيضًا.

لنفترض مثلاً أن السعر الفوري Spot (السعر اليوم) لشراء العملة الأسترالية AUD مقابل العملة اليابانية JPY يساوي 87.50 (أي أن قيمة الدولار الأسترالي الواحد تساوي 87.50 ين ياباني)، وبعد مرور سنة وصل سعر الصرف إلى 96.25 أي ارتفاع بنسبة 10%. عندها يكون صافي الربح الناتج من هذه الإستراتيجية يساوي 14.4% (14.4% = 10% الربح من فارق سعر الصرف بعد سنة + 4.4% الربح من فارق الفائدة بين العملتين بعد سنة). أي، ربح أكبر من عائد السوق (14.4% <>

مرفق رسم توضيحي لصافي الربح نتيجة تجارة المناقلة.



شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضر في مواضيع تجارة البورصة.


نحترم أرائكم على البريد الإلكتروني: shadybahouth@gmail.com


توضيح المخاطر: المعلومات الواردة في هذا المقال هي للإطلاع فقط. ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم أو سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني أي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي إلى أرباح تجارية. وبالتالي فإن الكاتب ليس مسئولاً بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه.

ليست هناك تعليقات: