تعود أسباب ضعف اليورو هذه إلى الأزمة الأخيرة في دولة اليونان وتداعياتها بالتوازي مع التّوقعات لمشاهدة إمتداد لها إلى عدة دول أوروبية أخرى. هذا بالإضافة إلى حملة البيع العنيفة التي شنّنتها مجموعة من صناديق التَّحَوُّط الكبيرة – Hedge Funds على اليورو ومحاولة إضعافه لغاية القسمة 1:1 مقابل الدولار الأمريكي.
لذلك، فإنّنا نرى بالمستورد المحلي "الرابح الكبير" من هذه الأزمة، إذ تقلّص حجم التزاماته المتعلقة باليورو خلال الأشهر الثلاث الأخيرة بنسبة فاقت 10%. لكن " لِلْكَسْبِ وقْتٌ وللخَسَارَةِ وَقْتٌ " فبعد وصول سعر الصرف إلى المستوى 5.0620 تحطّم المبنى التنازليّ للمسار العام على الرسم البيانيّ اليومي، ودخلت أسعار الصرف إلى قناة أفقية محصورة بين مستوى الدعم 5.0620 ومستوى المقاومة 5.1750، الأمر الذي قد يُرجح إمكانية حدوث حركة تصحيح فنّية – Technical Retracement بالاتجاه الصّاعد إلى مستويات ما فوق 5.2500 خلال المدى القريب.
إليكم الحقائق الفنيّة الّتي أستند عليها بهذا التّحليل، إضافة لما وُرد أعلاه من أسباب:
1. التّحرك ألسّعريّ – Price Movement:
تشخيص المسار العام للمدى القريب يتم بواسطة تحديد أو مراقبة اتجاه نقاط الدعم والمقاومة – Support & Resistance Points المدشّنة على الرسم البيانيّ اليوميّ. فإذا دقّقنا النظر في الرسم البيانيّ اليومي لأداء اليورو/شيكل لوجدنا أن مبنى المسار العام التنازلي الذي اصطحب اليورو منذ أواخر شهر تشرين ثاني 2009 ولغاية منتصف شهر شباط الأخير قد تحطّم بعدما وصلت أسعار الزوج إلى المستوى 5.0620، ولم ينجح زوج العملات من بعدها بتسجيل قراءات أدنى من المستوى المذكور - 5.0620.
بالإضافة، نرى خلال الأيام الأخيرة أن نموذج نقاط القمم والقيعان بدأ برسم مسار شبه تصاعديّ الأمر الذيقد ينتج إثر واحدة من الحالتين:
الأولى، عملية جني أرباح على يد اللاعبين الذين عقدوا إستراتيجية البيع على المكشوف – Short Selling في السّابق.
الثانية، عملية تجميع – Accumulation تدريجيّ للعملة الأوروبية بالأخص بعدما وصلت أسعارها خلال شهر شباط الأخير إلى حالة من "التشبع البيعيّ – Over Sold".
أمّا بالنسبة لمؤشّرات العزم – Momentum Indicators فنجد أنها تدعم فرضية العمل المائلة لصالح اليورو وعلى النحو الآتيّ:
1. مؤشر الاتجاه ألسعريّ – DMI:
يُبيّن مؤشر الاتجاه ألسعريّ – DMI على الرّسم البيانيّ اليوميّ اعتدال المسار العام التنازليّ، هذا وفقًا لسلوك ثنائيّ الخطوط المكوّنة لهذا المؤشر التي آخذة بالتقارب من بعضها البعض – الخط الأحمر يقترب من الخط الأخضر، الأمر الذي يرمز لضعف شهية البيع للعملة الأوروبية.
2. مؤشر مقياس القوّة النّسبيّ – RSI:
أداء مؤشر مقياس القوّة النّسبيّ – RSI كما هو ظاهر على الرسم البيانيّ اليوميّ يصف إنعكاس المسار العام التنازليّ ويتنبأ بحدوث المزيد من الإرتفاعات في مستوى الأسعار وذلك بعد عبور قراءات هذا المؤشر من أدنى مستوى الـ 50 نقطة (متوسّط مجال قراءات RSI) إلى مستويات أعلى.
3. مؤشر المعدّلات المتقاربة / المتباعدة – MACD:
نجاح مؤشر MACD بإحداث "تقاطع إيجابيّ – Bullish Crossover" بين ثنائيّ الخطوط المُكوِّنة له في العاشر من شهر شباط الأخير هو دلالة لتحول شعور المتداولين من شعور دُببي – Bearish Sentiment إلى شعور ثورانيّ – Bullish Sentiment نوعًا ما، الأمر الذي يُعزّز من فرضية عملنا التي تنصّ على أنّ المستوى 5.0620 قد يكون القاع للمدى القريب.
خلاصة القول، أتوقع حدوث تحسّن في سعر صرف اليورو مقابل الشيكل في المدى القريب وذلك على النحو الآتيّ: إستمرار تقلبات الأسعار بين مستوى الدعم 5.0620 وبين مستوى المقاومة 5.1720، يليه عملية إختراق لمنطقة المقاومة المذكورة وبالاتجاه الصاعد قد ترفع قراءات اليورو إلى المستوى 5.2500 وما فوق الأمر الذي يحتم على المستورد بإتخاذ الحيطة والتفكير في كيفية التحوّط من تلك الإرتفاعات. أما في حال استأنف فيه المسار العام التنازلي اتجاهه الهابط، فهذا منوط أولاً بكسر مستوى الدعم 5.0620 إلى الأسفل، الأمر الذي ُيسرّع انزلاق الأسعار صوب البدّالة 5.0000.
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضر في مواضيع تجارة البورصة.
نحترم أرائكم على البريد الإلكتروني: shadybahouth@gmail.com
توضيح المخاطر: المعلومات الواردة في هذا المقال هي للإطلاع فقط. ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم أو سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني أي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي إلى أرباح تجارية. وبالتالي فإن الكاتب ليس مسئولاً بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق